النشاطات اللاصفية
مقدمة
إنّ الحديث عن النهوض بالمجتمع وتطويره، يتطلب عناصر بشرية تمتلك الكفاءة في أدائها والمهارة في عملها. وهذا النوع من الأفراد اصبح يتطلب هو الأخر اسلوباً جديداً من التعليم والتعلم. فالمستجدات الراهنة وتكنولوجيا المعلومات والتقدم العلمي، عوامل فرضت واقعاً مختلفاً ونوعية معينة من الأفراد، فالحاجة اليوم لم تعد تقتصر على عناصر بشرية تملك المعرفة فحسب، بل عناصر تجيد الإتقان والكفاءة في أدائها والمهارة في عملها. فالكم الهائل من حملة الشهادات الذين يتخرجون سنوياً، ويتزاحمون في سوق العاطلين عن العمل، وبعضهم قد يجد ملاذاً في الهجرة الى الخارج، او يجد عملاً أقل مما تعلمه او بخلاف ما تعلمه. وفي كل الحالات تلك هي تضحية بمقدرات البلد وهدر لموارده.
وقد يعتقد البعض ان وراء الفائض من الخريجين هو في عجز المؤسسات الاقتصادية عن استيعابهم، الا ان هذه الإعتقاد يبقى غير صحيح في ظل نظام تعليمي لم يمدهم بموقومات النجاح، فالتعلم الحقيقي ليس مجرد علامات نجمعها او امتحانات نجتازها. بل هو عبارة عن نظام من العلاقات المتشابكة والمعقدة.
والتعلم الحقيقي يتم عن طريق خلق وضعيات تعلم حقيقية من خلال النشاطات المدرسية وتحديدا اللاصفية منها. فالطالب يعيش الحياة بمعرفة، ويبني صلة معها بمجهوده، فينمو على الثقة بالنفس. وهكذا يصبح قادرا على أن يساهم في بناء مجتمع متقدم حر قادر على الحياة والتطور.
ذلك أنّ التعلم داخل غرفة الصف تجعل المتعلم غير قادر على اطلاق طاقاته بصورة صحيحة. فالتكيّف بين المتعلمين الذي تؤمنه النشاطات المدرسية، لا سيما تلك التي يمارسها خارج الصف، يساهم في تحقيق التفاعل الإجتماعي الايجابي في ما بينهم، كما يسهم في تكوين الفرد اجتماعيا بحيث يصبح قادرا على الإهتمام بذاته وتنمية شخصيته من جهة والإسهام في التفاعل مع مجتمعه من جهة ثانية.
فإذا كانت المناهج الدراسية والتي تعتمد المواد الدراسية وما أكثرها في بلادنا، لا يمكن أن تشتمل على كل المعارف والقيّم والمواقف التعليمية والتي قد يحتاجها المتعلم عند انخراطه في الحياة العامة وتفاعله مع المجتمع الذي يعيش فيه، وإذا كان التعليم داخل غرفة الصف والذي يتاح للمتعلم خلال فترة قصيرة لا يسمح له بإكتساب المهارات أو التدريب المطلوب لاسيما في الصفوف التي تكتظ بالمتعلمين. فإنّ النشاطات التربوية اللاصفية والتي يمارسها المتعلم إنطلاقًا من رغباته ووفق إحتياجاته وبصورة هادفة وتحت إشراف معلميه وتوجيهاتهم، وبما تخلق له من مساحة حرة للتفاعل مع رفاقه والمشاركة معهم بكل ثقة وإطمئنان، تعد ضرورة تعليمية كونها تسهم في تنمية شخصيته من مختلف الجوانب الفكرية، الصحية-الجسدية، التفسية-الانفعالية والاجتماعية وبالتالي تساعده على التكيّف الناجح المواقف المختلفة التي تواجهه في حياته، وتعزز لديه الإندماج اليسير في مجتمعه .
مفهومها:
هي تلك البرامج التي تضعها أو تنظمها الأجهزة التربوية، لتكون متكاملة في البرنامج التعليمي، والتي يقبل عليها الطلاب برغبة، ويزاولونها بشوق وميل تلقائي، بحيث تحقق أهدافا تربوية معينة، ، او بإكتساب خبرة، او مهارة ، او اتجاه علمي، او عملي، داخل المدرسة، او خارجها، أثناء اليوم الدراسي، او بعد إنتهاء الدراسة، على ان يؤدي ذلك إلى نمو في خبرة الطالب، وتنمية هواياته، وقدراته، في الإتجاهات المرغوبة
كما تعرف بأنها برامج اضافية خارج قاعات الدرس تستكمل بها المدرسة وظيفتها الإجتماعية، والتي يمارسها الطلاب اختياريا وغير متضمنة في المناهج المدرسية، وذلك بدافع ذاتي من الرضا الشخصي الذي ينتج عنها، وتقدم هذه البرامج بهدف نمو الفرد والجماعة وتحقيق الأهداف الإجتماعية المنتقاة المرتبطة بأغراض الفرد وأغراض المدرسة بما يعزز تنمية روح الإنتماء والمواطنة الصالحة ورفع الروح المعنوية لممارسيها من التلاميذ.
فالنشاطات اللاصفية ّاذًا هي تلك الأنواع المختلفة من الممارسات الحرة التي يؤديها الطلاب وفق اختيارهم وميولهم واستعداداتهم سواء قاموا بها داخل المدرسة او خارجها على ان يكون الهدف منها تحقيق النمو المتكامل والسليم في شخصية المتعلمين واعدادهم كمواطنين صالحين في المجتمع والحياة وذلك تحت إشراف وتوجيه وتخطيط من إدارة المدرسة والأساتذة.
خصائصها:
وظائفها:
توفر النشاطات اللاصفية وظائف اساسية وذلك كما يلي:
أنماطها:
يتنوع النشاط اللاصفي بتنوع رغبات التلاميذ واستعداداتهم وميولهم المختلفة، فهناك الوان من هذه النشاطات المدرسية عديدة ومتنوعة، منها النشاطات الثقافية، العلمية، الإجتماعية، الفنية والرياضية.
النشاطات الإجتماعية:
يرمي هذا النمط من النشاطات إلى تنمية الجوانب المتعددة للطلاب تحقيقا للوظيفة الإجتماعية للمدرسة والمتمثلة بإقامة علاقات وصداقات وحب العمل وخدمة المجتمع، واحترام الأنظمة والقوانين والعمل من خلال الجماعة على تنمية المهارات الإجتماعية، وتقوية العلاقة بين المدرسة والمجتمع. ومن النشاطات الإجتماعية الجمعية التعاونية المدرسية، جماعة المحافظة على جمال الطبيعة، و جماعة الرحلات والزيارات.
النشاطات الثقافية:
تهدف إلى اثراء معارف الطلاب وخبراتهم، وتوسيع مداركهم مستخدمين في ذلك الإنتاج الأدبي والفكري أو الفني ضمن جماعات منظمة، مع استخدام اللغة استخداماً موجها في تلك الممارسات التي تتطلب الحديث والاستماع والقراءة والكتابة، كما يهدف النشاط الثقافي إلى إكساب المتعلم قدرا من المعارف والمعلومات المتنوعة.
تتعدد وتتنوع النشاطات الثقافية فهي تشمل: الإذاعة المدرسية، إعداد وإخراج الصحف المكتوبة والمطبوعة والمصورة وتحريرها، وإلقاء الخطب في المناسبات المختلفة، المكتبة المدرسية والمناظرات والندوات والمحاضرات الأدبية والثقافية وغيرها.
النشاطات الفنية:
تستهدف النشاطات الفنية صقل مواهب الطلاب في المجالات الفنية وتنمية الحس الجمالي لديهم، وتنظيم المدرسة وتجميلها باللوحات الفنية وبعدد من الأعمال المفيدة، وتنمية الوعي بالثقافة الفنية والتزود بالمفاهيم والقيم الفنية المتنوعة. وهي تشمل عادة النشاطات المتعلقة بالتمثيل والمسرح، الموسيقى والغناء والأناشيد، والرسم.
النشاطات الرياضية:
تهدف الى مساعدة المتعلمين على الإنتفاع بأوقات فراغهم واستثمارها استثمارا نافعا واتاحة الفرصة لهم لممارسة هواياتهم الرياضية، وتنمية الثقافة الرياضية لديهم. وهو يهدف ايضاً الى توعية المتعلمكين على اهمية الرياضة وتشجيعهم على ممارستها كأسلوب لتحقيق الحياة الصحية السليمة والتناسق الجسمي والقوام السليم. ومن مجالات هذه النشاطات الألعاب الجماعية(كرة القدم – كرة اليد - كرة السلة)، الألعاب الفردية(السباحة – ألعاب القوى – تنس الطاولة) وغيرها.
النشاطات الكشفية:
تقوم على ترسيخ مبادئ حفظ النظم وحب التعاون والعمل التطوعي ومساعدة الآخرين وخدمة المجتمع وتعزيز الإنتماء والولاء للوطن والمجتمع الذي يعيش فيه المتعلمون
النشاطات العلمية:
تتم ممارسة النشاط العلمي من خلال تكوين جماعة أو اكثر أو نوادي العلوم في المدرسة، حيث تعمل هذه الجماعات او النوادي على القيام برحلات علمية لدراسة الطبيعة وعناصرها من نباتات وحيوانات وتربة، او القيام بالتجارب والإختبارات العلمية، او استخدام الوسائل التكنولوجية كالكمبيوتر والإنترنت والمسابقات العلمية. بهدف تدريب المتعلمين على اساليب وطرق البحث العلمي، وتشجيعهم على القيام ببحوث تهم المجتمع، وتنمية الفكر العلمي والإبداعي، والإطلاع على الحقائق العلمية والاراء النظرية وفهم المبادئ العلمية للإختراعات.
النشاطات المهنية والحرفية:
تشمل هذه النشاطات أندية معلم المستقبل وصانع المستقبل التي تقوم ببعض الأشغال اليديوية كأعمال الخشب(سندات الكتب، نقالات الورق)، اعمال الخزف والنحت (تشكيلات فنية للاواني والأطباق والمزهريات)، اعمال تجارية (تنظيم الملفات واعداد الوسائل التجارية والإطلاع على اعمال البنوك والشركات) و أعمال زراعية(تربية الدواجن وتنسيق الحدائق وغيرها).
معايير اختيارها وتفعلها:
المراجع:
تعليقات
إرسال تعليق